روسيا وكازاخستان تعانيان من أسوأ فيضانات منذ 80 عاماً
روسيا وكازاخستان تعانيان من أسوأ فيضانات منذ 80 عاماً
تكافح روسيا وجارتها كازاخستان، لتجاوز أسوأ فيضانات تتعرض لها الدولتان منذ نحو 80 عاما، وذلك بعد أن تسببت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير متوقع في إذابة كميات غير عادية من الثلوج التي تراكمت على جبال الأورال وحولها.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن السلطات المحلية قولها، إن روسيا قامت بإجلاء أكثر من 30 ألف شخص في كل من كورجان وأورينبورج منذ أوائل أبريل الجاري.
وفي الوقت الذي بدأت تخف فيه حدة الفيضانات في تلك المناطق، بدأت تتكثف في منطقة تومين بسيبيريا، حيث تم نقل أكثر من 1500 شخص وأصبح أحد السدود يواجه خطر الانهيار.
وفي كازاخستان، قال بيان صادر عن وزارة الطوارئ، إن السلطات طلبت من أكثر من 118 ألف شخص مغادرة منازلهم، رغم أن نحو 20 ألفا عادوا بالفعل.
وهناك دلائل على أن تغير المناخ يتسبب في حدوث الفيضانات التي قالت السلطات الروسية إنها الأعنف منذ عام 1942.
وكشفت البيانات الصادرة من مركز الأرصاد الجوية في البلاد أن أجزاء شاسعة من روسيا تعاني من ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة منذ النصف الثاني من شهر مارس الماضي.
وفي العاصمة الروسية "موسكو"، وصلت درجات الحرارة إلى 17 درجة مئوية في نهاية الشهر، وهي الأعلى منذ أكثر من 40 عاما.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".